وليد سعيد

دروس في البيزنس من فيلم Escape from Pretoria

بيزنس شوتس

 

-إكتشفت أنه ليس عليك معرفة كل شيء،عليك فقط معرفة ما يكفي،وأن تبدأ بما تعرفه.

 

في زنزانة صغيرة وسجن في جنوب أفريقيا، بتبدأ رحلة البطل للهروب، بس الهروب من سجن شديد الحراسة شيء صعب جدًا،أقرب للمستحيل، محتاجين كل المعلومات صح؟

لا مش صح….

البطل بعد تفكير ومحاولات كتير، فهم أنه محتاج يعرف اللازم للهروب، اللازم وبس.

 

وده بياخد تفكيرنا لأسئلة كتير بتيجي في دماغنا زي:

 

  • ايه هو الوقت المناسب للجواز؟

  • ايه هو الوقت المناسب لإني أبدا شركتي؟

  • هل مهاراتي دي كافية ولا محتاج اتطور نفسي أكتر قبل ما أقدم للشغل؟

 

مستحيل حد يجاوبك، لإن الإجابة أكيد مختلفة من شخص للتاني، وعشان حد يجاوبك لازم يكون عارفك أنت شخصيًا، لكن في حاجات عامة ممكن تساعدك في رحلتك للبحث عن إجابة.

 

وأكتر نصيحة مهمة هي أنك تعمل زي بطل الفيلم في الموضوع ده وتدرك إن مستحيل تعرف كل حاجة!

كتير بيكون عاوز ياخد خطوة ما في حياته ويفضل مستني وقت طويل ويقول بستعد، بس المشكلة انه بيفضل يستعد طول عمره من غير ما ياخد خطوة في التنفيذ.

وفي رأي دي واحدة من أسباب فشل الشركات والأشخاص، أنت محتاج تبدأ، ولازم تبدأ بالي تعرفه وبعدين تزود عليه، انت فعليًا مش محتاج تعرف كل حاجة، انت بس محتاج تعرف الأساسيات.

 

نجول كمان (بصوت الجخ)

تعالوا ناخد مثال حد عاوز يدخل عالم الكتابة وعنده أفكار مفيدة وقيمة ممكن تتنقل لغيره، الشخص ده عشان يبتدي في الخطوة دي ممكن يقرأ كتاب أو أتنين عن أساسيات الكتابة وبعدين يبتدي يحاول يكتب، أو ممكن يفضل يقرأ ويتعلم عشان يوصل للكمال قبل ما يبتدي الكتابة.

 

احنا مش هنوصل للكمال في حاجة إطلاقًأ، وكون إننا عمالين نحاول نأجل قرارنا عشان يبقي كامل هي محاولة للهروب من التنفيذ مش أكتر.

 

أنت بس محتاج تعرف اللي يكفيك عشان تبدأ، يعني محتاج تعرف أساسيات الحاجة اللي بتفكر تعملها بس، وبعدين تبدأ وبعدين تكمل تطوير في السكة.

 

أي صانع فيلم وكاتب سيناريو بمجرد ما يكتب الدرافت الأول من الفيلم ويبتدي يراجعه، بيلاقي عنده ملاحظات،ويبتدي يغير، وبعدين يراجع ويغير، ويراجع ويغير،والحلقة دي ممكن توصل اللي عدد لا نهائي، لأن كل شوية هنلاقي تحسين عن اللي اتعمل قبل كده.

فلازم يكون في حد أقصى من التعديلات (الكلام ده مينطبقش على لوجوهات العملاء) دي عشان ناخد السيناريو لمرحلة التنفيذ.

 

كذلك كل حاجة في حياتك، محتاج تعرف الكافي وتكمل وأنت في السكة.

 

عشان أكون واضح دي مش دعوة عشان تبدأ دلوقتي وخلاص، دي دعوة عشان تعرف الأساسيات الكافية للبداية، وبعدين تبدأ وتتعلم طول ما أنت ماشي في السكة.

 

ايه هي الأساسيات اللي محتاج أعرفها؟

بتختلف من مجال لمجال ومن حاجة لحاجة، بس نصيحتي ليك أنك تبتدي تدور على المختصين في الحاجة دي وتسألهم، انا محتاج أعرف ايه؟

 

متضيعش عمرك كل في التجهيز، أبدأ.

 

 

المشهد الثاني:

 

-جربت مئة فكرة في رأسي،ومن ثم حاولت مئة مرة أخرى.

 

الفيلم زي ما قولنا عن قصة حقيقة لاتنين مساجين في جنوب أفريقيا بيحاولوا يهربوا من السجن.

 

عاوزك تتخيل حد مسجون ظلم وصغير في السن وفي سجن شديد الحراسة، أكيد نفسيتهم هتكون منهارة، وطبعًا لما كل أفكارهم عن الهرب تكون مستحيلة فطبيعي نفسيتهم تنهار أكتر.

 

ميزة كل اللي نجحوا في أي حاجة زي ما قولنا قبل كده هي الإستمرار، مش العبقرية الفذة ولا أي حاجة تانية، الاستمرار.

 

من الجملة دي مش بس نتعلم قد ايه الاستمرار مهم، كمان نتعلم قد ايه مهم التنوع في التفكير عشان نوصل لحل.

 

لو أنت هدفك تروح اسكندرية،مين قالك ان الطريق الوحيد هو انك تركب القطر؟

 

ومين قالك إن الحلول بس هي طيران أو عربية أو قطر، ممكن يكون في حل لسه محدش عمله خالص!

وده على فكرة اللي حصل في الفيلم وهو قصة حقيقية زي ما قولنا، حل للهروب من السجن على حد علمي عمره ما حصل قبل كده في قصص الهروب كلها.

 

الثبات على طريقة واضحة لتنفيذ الهدف شيء مش صح.

يمكن مفيش جديد تحت الشمس، بس أكيد في تجديد.

 

عمرك فكرت تجدد حاجة معينة حتى لو في سلوكك؟

فكرت في الإبتكار قبل كده؟

ايوة بس التجديد والابتكار ده عملية ومعقدة وعاوزه إبداع كبير صح؟

لا مش صح.

في نظرية لعالم اسمه أوكام بيقول فيها

 إذا استطاع الشخص أن يفسر الشيء تفسيرا بسيطا دون الغوص في التعقيدات، فإن التفسير البسيط هو الأصح.

 

التفسير البسيط من كتر ما هو بسيط مش بيجي في دماغنا، أو لو جه عقلنا بيرفضه عشان هو بسيط، مهو مش معقوله الحل سهل اوي كده!

لكن الحقيقة أن احيانًا كتير الحل بيكون سهل اوي كده.

كذلك الابتكار والتغيير مش شرط يكون حاجة صعبة ومحصلتش في الدنيا، مجرد تغيير بسيط ممكن يكون كافي جدا لحدوث نتايج عظيمة.

 

طبعًا نظرية أوكام مش قاعدة عامة، وفعلًا أحيانا الحل بيكون صعب ومعقد، بس ده أحيانا مش دايمًا، والنسبة الأكبر أن الحل بيكون أبسط مما نتخيل.

 

شوف ايه مشكلتك واكتب حلول ليها، وابدأ بالحل الأسهل.

 

المشهد الثالث:

-هذا درب من الجنون،أنا أحبه.

 

ببساطة لما بطل الفيلم المسجون قال لصاحبه على فكرة هروبهم المستحيلة تقريبًا، صاحبه قاله ده جنون، انا بحبه!

 

النص ده اتكرر تقريبًا في أغلب الأفلام اللي انا شوفتها وهو نص قريب لقلبي اوي بصراحة.

 

بتحب الجنون؟

كل اختراعات اليوم هي جنون الأمس.

ومن زمن بسيط لو قولت للناس على الاختراعات اللي في حياتنا دلوقتي مكنش حد هيصدق، وكنت هتبقي متهم بالجنون.

 

هنري فورد قال، لو سألت الناس عاوزين ايه، كانوا هيقولوا عاوزين حصان سريع!

بس هنري فورد عمل العربية.

 

يمكن يكون عندك الفكرة المجنونة اللي ممكن تغير حاجة في العالم او في شركتك او في حياتك.

انت بس محتاج تكون متأكد انها صح، مش عشان هي فكرتك تبقي صح، ومش عشان الناس بتقولك هي مستحيله، يبقي الناس غلط، حاول تكون حيادي على قد ما تقدر عشان فعلا تنفذها، حاول تسمع كلام الناس وتفكر فيه وتقول لنفسك ما يمكن يكون صح.

 

الحلول المجنونة هي جزء من الابداع، واحدة من الحاجات اللي تساعدك انك تبقي مجنون هي انك دايمًا تشوف الجديد، مش بس في مجالك لكن في الحياة، تسافر مكان جديد، تجرب مشروب جديد، تقابل ناس جديده.

 

الناس بتكون مش مصدقه ان الموضوع بسيط كده وان يعني ازاي بمجرد ما اسافر سفريات جديدة واعمل حاجات جديدة هيجيلي أفكار،بس انت ممكن تسأل نفسك هو ازاي هيجيلك أفكار جديدة من غير ما تدخل لمخك حاجات جديدة؟

 

المشهد الرابع:

-لقد تجاهلت الأمور قدر إستطاعتي،لكن لابد أن نفضح بما في داخلنا،ونوبات الهلع الليلية أصبحت أكثر قساوة كلما مضت الأيام.

 

تحدي:

اذكر أي شخص ناجح في العالم، محسش بخوف،قلق،ضعف،شك، عياط؟

 

مفيش ومش هيكون في.

اتعملنا واحنا صغيرين ان الشجاعة إنك متخفش، وبعدين لما كبرنا فهمنا ان الشجاعة إنك تخاف وتكمل برضو في سكتك.

 

مشاعرك البشرية هتفضل معاك، اتعلم تتأقلم معاها، واعرف ان المشاعر اغلبها بتكون بتاعت وقتها وبتروح، عشان كده قالولنا محدش ياخد قرار لحظي وهو حاسس بأي شعور، سواء كان الشعور ده إيجابي او سلبي.

لان القرار لو لحظي احتمالية انه يكون غلط أكبر بكتير من انه يكون صح.

 

لازم نهدي وناخد قرارنا بالعقل مع المشاعر.

 

وأكبر مشاعر دايمًا بلاقيها، هي شعور الإحباط واليأس.

لو كلنا خدنا قرار اننا نوقف اللي بنعمله عشان حسينا باليأس يبقي محدش هيعمل حاجة.

وده كلام علمي مش كلام تحفيزي يشجعك وخلاص.

 

روبين شارما في مقدمة كتاب نادي الخامسة صباحًا بيقول، وقد ألفت هذا الكتاب علي مدار أربع سنوات،أحيانا كانت الكلمات تنساب بلا جهد،وأحيانا كنت أعاني لأمضي بالكتابة قدمًا،كنت أشعر كما لو أنني ألوح بالراية البيضاء معلنًا نفاد مخزوني من الإبداع.

 

تقبل مشاعرك وأعرف انها بتعدي.

 

المشهد الخامس:

-وكل صعوبة تنشأ،تجعلنا ننظر إلى الأمور بطريقة مختلفة.

 

حقيقي قصة بطلنا ملهمة، كل ما تبص للموضوع بشكل أعمق هتكتشف انه شيء صعب جدا ومحتاج شخصية عندها إرادة قوية.

سجن ظلم وسن صغير ومحاولات هرب مجنونة شبه مستحيلة وكمان كل ما تيجي تعمل حاجة تلاقي صعوبة تانية بتعطلك وتخلي مهمتك أصعب وأصعب.

 

هتكون ماشي في طريقك وهوب هتلاقي حاجة مشكلة، تقوم تحلها وتكمل مشي وهوب تلاقي مشكلة.

حد فاكر مسلسل Prison break (من أعظم المسلسلات شوفوه) كان مايكل سكوفيلد بطل المسلسل كل حلقة بتظهره مشكلة في خطة هروبه من السجن، واحنا كمشاهدين بنحس ان خلاص، الواد مايكل هيفضل جوه طول عمره، لكن كانت بتتحل وتظهر غيرها.

 

لحد امتي هنفضل نحل مشاكل ويظهر غيرها؟

على طول.

 

متقلقش من المشكلة، انت اقلق لو فضلت نفس الشخص بعد المشكلة، محصلش تغير فيك او متعلمتش حاجة جديدة.

مش شرط الحاجة تكون تغير من حياتك يعني وتخليك الفيسلوف العظيم، بس لازم على الأقل تعلمك ولو معلومة واحدة جديدة.

 

 

أنا لم أفشل،بل وجدت 10 الاف طريقة لا يمكن للمصباح أن يعمل بها.

توماس اديسون.

 

الصعوبات معمولة عشان تعملنا نبقي أحسن.

 

 

دلوقتي عرفنا إن:

  • أعرف الأساسيات وابدأ.

  • مفيش جديد بس أكيد في تجديد.

  • الجنون إبداع

  • تقبل مشاعرك واعرف انها بتعدي.

  • الصعب بيخليك أحسن.

 

 

لو عاوز تقرأ أكتر انصحك بـ

اسمع ال ted talk دي: how to learn anything

 

 

 

Recent Post

Follow me on social media