October 23, 2022
متنوع
في عام 1940 قدم لنا الراحل يحيى حقي روايته العظيمة قنديل أم هاشم واللي تحولت إلى فيلم في عام 1968 بطولة شكري سرحان وسميرة أحمد.
الفيلم بيحكي قصة إسماعيل الطالب الي عايش مع اهله في حي السيدة زينب اللي هيسافر المانيا عشان يكمل دراسته في الطلب والي هيتاثر بالثقافة الغربية جدا وهيرجع ناقم بشكل مبالغ فية على تصرفات اهله الي بعضها في شيء من عدم المنطق بالنسبة له والي دايما هيكون وصفها عنده جهل وتخلف.
كانت فاطمة بنت عمة نظرها يتلاشى شيئا بعد شيء وهي تحاول ان تداوي نظرها بزيت من قنديل أم هاشم وفي غير مرة ثار عليها إسماعيل متهمها بالجهل لمحاولة أن تداوي عينيها بزيت تظن ان فية البركة لانة من قنديل أم هاشم.
الرواية مش بس بتتكلم عن متلازمة الحرب بين العلم وبين الخرافات، الرواية بتقدم الصراع الدائم بين الجديد والقديم.
الجديد دايما بيكون شايف انه الصح المطلق لأنه الجديد والقديم بيكون شايف انه الصح المطلق لأنه الأصل.
طبعا الإنكار للمشكلة دايما جاهز وموجود في طبيعتنا كبشر, لا مفيش مشكلة بين الناس اللي شغالة تسويق في الاونلاين والي شغالين في الاوفلاين واحنا بنكمل بعض.
خلينا بس نوضح مشكلة كبيرة اوي في فهمنا للماركيتنج وهي أن الماركيتنج كمفهوم هو أشمل وأعم من الأدوات المستخدمة فيه.
نوضح بمثال بسيط:
التسويق عنده هدف كبير وهو انه يعمل حاجات ترضي العملاء ويشتروها عشان دي الطريقة الوحيدة اللي هتكسب الشركة وعشان تعمل كده بتعمل خطوات كتيرة اوي, الخطوات دي تقدر تعملها بأي طريقة كانت المهم توصل للهدف.
ممكن تعمل البحث التسويقي عن طريق انك تقابل العملاء وتقعد معاهم وممكن تعمله عن طريق استطلاع رأي اونلاين وفي كتير من الأحيان بتعمل الاتنين وتستخدم الطرق التقليدية والطرق الجديدة.
لحد هنا هنكون متفقين ومفيش خلاف بس المشكلة الكبيرة عن الطرفين وهي ان الماركتير الاونلاين زي ما قولنا شايفين نفسهم الأحدث وده خلاهم ميعرفوش القديم ويختزلوا التسويق في شوية تولز شغالين عليها!
كتير منهم مثلا ميعرفش ان عملية التسعير من ضمن التسويق ! هو باصص لجزء من التسويق اسمه الدعايا بس !
فتخيل مثلا انه ميعرفش مثلا ازاي يقدر يعمل بحث تسويقي صح او ازاي يقدر يعمل استقصاء لجمع المعلومات بطريقة علمية سليمة تضمن دقة النتائج.
فهتلاقيه يختزل التسويق في محتوى كويس او ويب سايت جميل أو زي ما قولنا مجموعة من التولز!
الموضوع الناس ممكن تشوفة بسيط بس هو كارثي, لانه بيؤدي الى جيل كامل اللهم إلا قليل عنده علم ناقص ومشوش وده ليه تداعيات عليهم هما شخصيا وعلى الشركات.
على النقيض الناس اللي فضلت تشتغل فى التسويق سواء اللي شغالين في الدعايا او الي شغالين في خطط التسويق عندهم تأخر شديد في إدراكهم للتكنولوجيا وازاي نقدر نستخدمها.
يمكن ده بسبب عدم اطلاعهم الدايم على الجديد ويمكن بسبب أن التكنولوجيا تطورت بسرعة كبيرة اوي كانت اكبر من سرعتهم.
أي كانت الأسباب برضه هيفضل تأثير الكلام ده تأثير كارثي, لأن معرفتك بالتكنولوجيا ممكن توفر على شركتك وقت وفلوس كثيره جدا وممكن تسهل عليك شغلك وتديلك نتايج دقيقة اكتر من الأول.
كمان هيكون عندك فرص كثيرة هتضيع منك لانك مش عارف الجديد يعني تخيل ماركتير بيعمل خطة دعاية ويقدر يستغل وسيلة تكنولوجية زي الـ Facebook messenger bots بس هو أصلا ميعرفهاش !
اكيد انت مش مطالب تكون مبرمج ولا تكون عارف ازاي تعملها بس مطالب انك تكون عارفها و فاهم ازاي تقدر تستغلها وده مثال بسيط اوي في ضمن الوفات من التولز الي تقدر تستخدمها لشركتك والي هتكلف شركتك فرص كتيرة ضايعة لو معرفتهاش.
الهدف من المقال مش اننا نقول مين افضل او مين هيبقي افضل في المستقبل, الهدف ببساطة هو أن كل فريق من الطرفين يحاول يعرف الي ناقص عنده لمصلحته ولمصلحة شركته.
وفي النهاية دخل إسماعيل الدار ونادي علي فاطمة:
تعالي يا فاطمة لا تيأسي من الشفاء لقد جئتك ببركة أم هاشم ستجلي عنك الداء وتزيح الاذي وترد إليك بصرك فإذا هو حديد.
وعاد من جديد إلى علمه وطبة يسنده الإيمان.