وليد سعيد

التسويق بين الدراسة وأرض الواقع

متنوع

مع بداية الصيف قرر أحمد أنه يستغل وقت فراغه في أنه يلعب رياضة عشان يقلل وزنة ويحسن من صحته، وأول خطوه عملها انه عرف اكتر من جيم قريب منه واشترك في الأنسب بالنسبالة وابتدي رحلته.

 

الجيم اللي اشترك فية أحمد كان مليان أجهزة حديثة يقدر يلعب عليها بس المدرب عملة جدول يناسبه أكتر من خلال لعب على عدد معين من الأجهزة لمدة معينة.

 

أحمد كانت اول مرة يروح فيها الجيم في حياته عشان كده كان لازم خطة وجدول يمشي علية عشان يطور من نفسه بالتدريج, لأنه ببساطة ميقدرش يلعب على كل الأجهزة في الأول والحقيقة انه خطر أن يلعب على الأجهزة كلها في الأول لأن جسمه مش هيقدر يستحمل.

 

كمل المقال هو بيتكلم عن التسويق مش على الرياضة.

 

أحمد زي الشركات بالظبط, والتسويق زي الجيم بالظبط, يمكن من أكبر مشاكلنا في فهمنا للتسويق أننا فاكرين انه لازم يطبق كله بكل نظرياته واستراتيجياته.

الحقيقة ان الصح ان الشركات تعمل خطوات خطة التسويق وتمشي فيها بس السؤال لانهي درجة؟

نشرح اكتر؟

أول خطوة من خطوات خطة التسويق هو البحث التسويقي, بس هل شركة حجمها مليارات هتعمل بحث تسويقي زي شركة حجمها ملايين زي شركة حجمها الاف زي شركة ناشئة؟

اكيد لا

وهو دة مكمن الخلل في تفكيرنا وتصورنا عن التسويق.

انت هتعمل خطوات التسويق بس مش لازم تكون بالعمق الكبير, الصح انها تكون بالعمق الي شركتك محتاجة فقط.

 

هتعمل خطة ترويج وانت معاك مليون جنيه دعايا ولا عشرة ولا 10 دولار على الفيسبوك؟

البدجت هيحدد حجم العمق اللي هتكون بية الخطة.

حجم الشركة بيحدد العمق اللي هتكون بية الخطة.

 

 

الخلل الثاني:

 

في غرفة مظلمة إلا قليلا من الإضاءة الخافتة يجلس عشر علماء من علماء التسويق يدخنون السجائر ويفكرون ويتأملون في السقف حتى يقفز أحدهم في سعادة وجدتها وجدتها, ينظر إلية الباقي في لهفة المشتاق منتظرين إعلان مولد نظرية تسويقية جديدة توضع في الكتب!

 

ده تاني خلل عندنا في تخيلنا عن التسويق وهو اننا فاكرين ان المشهد اللي فوق ده هو الي بيحصل لكن في الحقيقة المشهد ده خيال علمي عمره ما حصل ولا عمرة هيحصل.

امال كتب التسويق ونظرياته جت منين؟

الإجابة: من الشارع!

علماء التسويق بيصيغوا النظريات عن طريق مشاهدات السوق وتحليلها مش العكس.

بمعني انهم بيدرسوا ياتري الشركات دي نجحت لية؟ وياترى دى فشلت ليه؟ وياتري ايه الصعوبات الي الشركات بتواجها وازاي بعضهم قدر يحلها وبعضهم مقدرش !

وبالطرق دي بيتكون عندنا النظريات والأفكار الي بتوضحلنا الطريق السليم اللي الشركات من خلالة قدرت تعمل نجاح معين.

 

عشان كده الجمل بتاع ده كلام كتب وده كلام نظري او كلام انشا هي جمل غلط تماما وبعيد عن الفهم الصحيح لطرق تكوين النظريات.

 

الخلل الثالث:

 

قالت هند الي زوجها هل من الممكن ان نصبح بعد عشر سنين من الآن اغنياء؟!

قال لا, نحن في بلد نامي والفرص شبهة معدومة. هذه الاحلام تصلح لبلد غني من دول اوربا والكلام عن الطموحات والخطط والاهداف هو درب من دروب الخيال.

 

وقالت ريهام لزوجها هل من الممكن أن نصبح بعد عشر سنين من الآن أغنياء؟

قال نعم, فنحن في بلد نامي والفرص متاحة لمن يستطيع استغلالها.

 

انت تعملون مصير هند وريهام الآن بالتأكيد.

 

التسويق بتاعكم ده مش هينفع في مصر !

الناس في مصر ليها طبيعة خاصة على فكرة!

 

اكيد سمعت الجمل دي وحاجات بنفس المعنى ده كتير, وده من ضمن الخلل في فهمنا عن طبيعة التسويق, الحقيقة ان في جزء من التسويق اسمه دراسة سلوك المستهلك والي فية هتدرس طبيعة الناس اللي انت بتعملهم تسويق والي طبيعي انها تكون بتختلف من بلد للتاني.

وبرضو في التسويق انك هتدرس طبيعة وثقافة الشعب اللى انت هتعمله تسويق, ولو بصيت لأي بلد هتلاقي ثقافات مختلفة داخل البلد الواحد.

فالحقيقة التسويق هو علم زي اي علم هينفع ينطبق على أي بلد وأي شعب والشاطر الي يقدر يفهم طبيعة البلد وناسها والفرص الي فيها.

 

دول أهم مواطن الخلل الي عندنا في فهم التسويق:

  1. خطوات التسويق هتتطبق لكن عمقها هيفرق من شركة للتانية.

  2. نظريات التسويق جاية من دراستنا للشركات ونجاحتها او فشلها.

  3. التسويق ينفع في أي مكان في العالم

Recent Post

Follow me on social media