October 3, 2022
بيزنس شوتس
المشهد الأول:
-هل تعتقد حقًا انه بريء؟
=لا أعرف
-إذا ماذا تريد؟
=أريد فقط الكلام.
الفيلم واحد من أعظم الأفلام الكلاسيكية، وطول الفيلم بيتكلم عن حاجة مهمة جدا، وهي فايدة الشك!
بدون حرق احداث، الفيلم عبارة عن هيئة محلفين مكونة من 12 رجل، بيتناقشوا في قضية قتل، المتهم فيها ثابت عليه التهمة بأدلة كتير، لدرجة ان 11 واحد منهم صوت انه متهم، وواحد فقط صوت انه مش متهم!
وطبعا عشان ياخد الحكم لازم ال 12 واحد يكونوا على نفس الرأي.
زي ما الجملة بتوضح لما اتسأل هل انت شايف انه بريء، قالهم معرفش، انا بس عاوز أتكلم، عاوز اتناقش،يمكن يطلع بريء!
المتهم ده لو حكمنا عليه انه مذنب فاكيد هيتعدم، فعلى الأقل نقعد ساعة نتناقش هل هو فعلًا بريء ولا لا.
وابتدي يحاول يقنعهم طول الفيلم مش بأنه بريء،لا خالص
انهم بس يفترضوا انه بريء أو يشكوا في الأدلة وفي قرراهم يمكن في احتمال ولو 1% انه فعلا يطلع بريء!
فايدة الشك المعقول هي فايدة لا تقدر بثمن، وتاني اسمه الشك المعقول مش الشك المرضي، وخالص مقصدش هنا اننا نشك في بعض كبشر، انا بتكلم على الأفكار والحقايق اللي احنا مصدقين انها حقايق.
وزي ما اتقال في الفيلم، هل تظن أنك ولدت محتكرًا للحقيقة؟!
في مرة كنت قاعد مع التيم بتاعي وحد فيهم سألني وقالي ايه اكتر حاجة انت مؤمن بيها، فقولته إني غلط!
ودي حاجة اتعملتها من سنين من حد جاري، شخص عظيم، علمني إني لازم دايمًا افترض في أفكاري انها غلط، وان مش دايما قراراتي وفكري صح.
مجرد الافتراض ده بيخليك تراجع نفسك وتفكر مليون مره، وكمان بيخليك عندك قابليه أكبر إنك تسمع رأي غيرك.
لو انت عندك الحق المطلق فاكيد هتكون سادد ودانك عن إنك تسمع للناس، هتشوف نفسك صح ومش هتشك فيها ابدا، ولا في أي قرار.
امتى اخر مرة شكيت في نفسك وافترضت إنك غلط؟
راجع نفسك وحياتك تاني لو كانت اجابتك إنك عمرك ما عملت كده.
المشهد التاني:
-هذا ما أعتقده وليس لدي أي مشاعر تجاه هذا، أنا فقط أتحدث عن الحقائق.
الجملة دي على لسان حد بيدعي انه هنا بيتكلم بس بالحقايق ومن غير مشاعر خالص تجاه المتهم، بس الحقيقة لما هتشوف الفيلم هتكتشف انه كان بيكرهه المتهم، والاكتشاف الأكبر، انه مكنش يعرف انه بيكرهه المتهم،مع انه أصلا ميعرفش المتهم!
العقل البشري بتاعنا معقد بشكل كبير، ولسه العلماء كل يوم في رحلة لاكتشاف معجزة جواه، ومن ضمن الحاجات اللطيفة اللي تم اثباتها علميًا، بإن أحيانا الذاكرة بتاعتنا بتتغير!
يعني تفتكر مشهد محصلش أصلا، أو تفتكر مشهد حصل بس بتضيف عليه تفاصيل تانية محصلتش، كل ده وانت مقتنع تماما إنك صح مش بتكدب.
وهنا العقل البشري بيخدعه انه معندوش مشاعر سلبية تجاه المتهم، لانه اصلا ميعرفش المتهم معرفه شخصية!
بس الفيلم هيوضحلك ان حتي الناس اللي متعرفهاش ممكن يكون عندك من ناحيتهم مشاعر غلط مش سليمة،حتي لو انت حاولت تقنع نفسك انك بتكلم بالمنطق والحقايق.
الحقيقة ليها أكتر من زاوية وأكتر من طريقة تفسير، ولو عاوز توصل ليها بجد، لازم تكون منفتح ومتقبل لفكرة أن يمكن اللي انت شايفه حقيقة، مش حقيقة!
بقيت الجمل كلها في الفيلم ماشيه في نفس الهدف زي ما اتقال مثلا
-هم فقط بشر، والبشر يخطئون،هل يمكن أن يكونوا مخطئين؟!
في شهود شهدوا في المحكمة أنهم شافوا الولد بيقتل فعلًا!
بس بطل فيلمنا بيفترض انهم بشر وان يمكن هما غلط،هو مقالش انهم كدابين، هو بيقول يمكن هما غلط.
وده افتراض تاني مهم ان كلنا بنغلط وكلنا بشر، وطالما هنفترض ان البشر في منهم بيغلطوا وده حقيقي، كمان ممكن من باب أولى نفترض اننا كمان بنغلط.
جرب تحط إحتمال إنك غلط، يمكن تتعلم حاجة جديدة.
كده عرفنا:
فايدة الشك العظيمة.
ولو عاوز تقرا أكتر أنصحك ب:
اسمع سلسلة The mind explained